باسم التميمي ..معنويات ابنتي عالية وكرامتها من كرامة كل الفلسطينيين
"لا أخاف أن يعتقلوني أو يطخوني لأن فلسطين تستحق"، قالتها الطفلة الفلسطينية عهد التميمي مراراً. فوافق الفعلُ القولَ عندما ظهرت في فيديوهات وصور عدة تواجه جنود الاحتلال بيديها وكلماتها وكل ما أوتيت من غضب. وتحولت منذ نعومة أظافرها، إلى وجه لافت لأنظار العالم ورمز للجيل الفلسطيني الجديد، قبل اعتقالها بعدما داهمت قوات الاحتلال منزلها فجر الثلاثاء المنصرم، إثر فيديو انتشر لها وهي تهين جنديين صهيونيين وتطردهما من باحة المنزل. وكعادة موقع "الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة"، ينقل قضايا الفلسطينيين إلى المغاربة على لسان أصحابها، نستضيف في هذا الحوار والد عهد التي صار يناديها النشطاء بـ "أيقونة النضال الفلسطيني" السيد باسم التميمي للتعرف أكثر على هذه القضية..
نص الحوار:
– بداية سيد باسم، القارئ الكريم يود التَّعرف معنا أكثر على بطلتنا الأيقونة الفلسطينية.من تكون الطفلة عهد التميمي ؟
أولا عهد بنت خجولة هادئة وطموحة، شخصيتها قوية وحنونة، من مواليد 31/01/2001 وتدرس في التوجيهي، كما أنها تقول دوماً لو لم يكن هناك احتلال لوددت أن أكون لاعبة كرة قدم أما والاحتلال يسرق أحلامنا فقد فُرِض علي أن أدرس القانون لأدافع عن أهلي وقضيتي. عهد ترفض أن يُنظَر لها كضحية ولا تحب دموع الحزن ولا نظرة شفقة، تقول كرامتي من كرامة شعبي فأنا مقاتلة لأجل الحرية لأجل وطن وقضية اِعرفوني بهذه الصفة حتى يكون شكل تعاطفكم ذو أثر.
– اشتهرت "عهد" وهي طفلة صغيرة تُواجه جنود الاحتلال بشجاعة لفتت إليها انتباه العالم. حَدِّثنا عن نظرتك إليها كوَالد !!
كأي أب في الدنيا أخاف على عهد وكل أبنائي أخاف على طفولتهم المسروقة، لكن ومن أجل مستقبلهم أريدهم أن يكونوا أقوياء قادرين على مواجهة عدو الأرض والإنسان ليتسلحوا بالوعي والثقة، لا يوجد مكان آمن والفلسطيني مستهدَف لأنه فلسطيني، ولا أريد لأبنائي أن يكونوا ضحية الخوف والعجز.
–"عهد" لم تحد عن طريق النضال والمقاومة مُنذ نعومة أظافرها، حتى اعتقالها فجر الثلاثاء 19 دجنبر 2017. كيف تمت عملية الاعتقال وما هي مظاهر الاعتداء التي صاحبته؟
صباحاً بين الساعة الثالثة و الرابعة فجراً، صحوتُ على صوت طرق جنود الاحتلال لباب البيت وصراخهم وقنابل الصوت والغاز، فتحتُ الباب فإذا بعشرات جنود الاحتلال وحرس حدوده طلبوا مني إحضار الجميع لغرفة الاستقبال، وبعد ذلك أخبرني أحدهم أنه يريد اعتقال عهد وطلبت منه أن تدخل مع أمها غرفتها لتغيير الملابس، فرفض وكان مُستفزا وأدخل عهد مع مجندتين، ثم أخرجوها مكبلة من البيت، ليبدأ مسلسل التخريب والتفتيش مدة 40 دقيقة تقريبا، صادروا خلالها (كمبيوتر، لاب توب، كاميرات، ذاكرة للتخزين، وأجهزة التلفونات…) انتزعوا جوال ابني محمد 14سنة وسلام 11 سنة منهم بالعنف والقوة قبل أن يخرجوا من البيت، كما كان أكثر من عشر سيارات عسكرية نادت ناريمان -أم الطفلة- على عهد فردت من داخل إحداها وقالت اطمئنوا أنا بخير.وبعد ساعات ذهبت ناريمان للسؤال عنها في مركز التحقيق فتم اعتقالها مع تمديد التوقيف على ذمة التحقيق إلى يوم الاثنين.
-ابنتكَ "عهد" وهي الآن مُعتَقلة في سجن شارون، ماذا عن معنوياتها ؟
عهد معنوياتها عالية، ولا زالت في تحدي مع المحققين تلتزم الصمت ولا تذكُر حتى اسمها، إلا أن الاتصال منقطع معها إلى اليوم.
-في كل قضية لابد من مسار نضالي وحقوقي، ما هي خطواتكم في اتجاه حرية الطفلة ؟
هناك تحرك في كل الاتجاهات لتشكيل درع لحماية عهد من الاستهداف الصهيوني؛ فكل المؤسسات والنشطاء والنخب والقيادات عبرت عن تضامنها كل بطريقته من رسائل إلى المقال إلى التقرير إلى الخبر والبوست والمظاهرات والاحتجاج والتبرع بالدفاع لتشكيل فريق قانوني.
– هل لاحظتم أي تحرك للسلطة الفلسطينية والمنظمات حتى لا يتم الاستفراد بها من طرف الاحتلال ؟
هناك تحركات من قبل كل المؤسسات التي تُعنى بحقوق الإنسان والسلطة والكل يُحاول أن يبذل جهده بطريقته.
– 130طفلاً آخرين اعتُقلوا منذ إعلان ترامب قراره المشؤوم، مِمَّا يعني أن عهد التميمي ليست القاصرة الوحيدة المعتقلة خلال هذه الفترة. السؤال الذي يطرح نفسه سيد باسم، هو ما الذي جعلَ اعتقال الطفلة عهد بالذات يثير ضجة إعلامية واسعة داخل فلسطين وخارجها ؟
عهد دائماً تقول "أنا أقوم بما يقوم به كل أطفال فلسطين، لكن أنا سجلتني الكاميرا"، كما أن عهد عبَّرت عن مِزاج ورغبة وإرادة أمَّتها في صفع هذا الاحتلال، عهد غيرت مشهد التباكي والضحية المكسورة إلى صورة المقاتل وهي الصورة التي يرغبها مزاجنا الوطني، لهيك ولطفولتها ولظهورها وكونها معروفة ولأن في تركيز على قريتها وأسرتها ولأن اللحظة مختلفة تاريخيا و وطنيا.
-رسالتكم سيد بسام للشعب المغربي والعالم العربي عموماً.
لأهلنا بالمغرب أنتم عمقنا وأهلنا وقاعدة نضالنا ومقاومتنا، صوتكم وجهدكم هو واجبكم تجاه فلسطين وقضيتها، فلسطين تعول على أحرار الأمة وشعوبها، ولهذا لنتعلم من صفعة عهد للاحتلال لغة الاشتباك والمواجهة ولنتعلم من إبراهيم المبتور الأرجل كيف كان أقوى وأسرع من معاقي الإرادة.