توطئة :
استطاعت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة أن تراكم خلال عقدين من الزمن تجربة فريدة في الدعم والنصرة والتضامن مع كل قضايا الأمة الإسلامية ، بله كل القضايا العادلة عبر العالم مستحضرة القيم الإنسانية الجامعة التي تلتئم حولها كل الضمائر الحرة ـ
ولعل أهم قضية اشتغلت عليها منذ التأسيس ” القضية الفلسطينية ” التي تجمع بين كونها قضية إسلامية إيمانية وبين كونها قضية إنسانية ، حافظت لمدة تزيد على سبعين سنة على جذوتها في القلوب ، ولم تفقد يوما صدارتها في الأحداث الدولية الكبرى ـ
ولعمري هذا دليل قاطع على أنها قضية عادلة بامتياز لا يجادل في ذلك إلا متنكر وجاحد ـ
الجامعة الصيفية : محطة للتقييم والتقويم :
لقد دأبت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة ، باعتبارها مؤسسة لها هياكلها التنظيمية التشاورية والتقريرية ، ولجانها التخصصية أن تنظم جامعتها الصيفية ، التي تكون محطة جامعة للتقييم والتقويم ، ووضع البرامج والخطط والأولويات التي ستؤطر فعلها و أدائها السنوي ـ
وقد وسمت هذه الدورة المتميزة بدورة “طوفان الأقصى” الأمر الذي يعكس السياق العام المنعقدة فيه و التي خصصت حصة مهمة لرصد مختلف الفعاليات الداعمة للصمود الأسطوري للمقاومة ولحاضنتها الشعبية في مواجهة أبشع حرب إبادة جماعية شهدها التاريخ الحديث ـ
ويبدو جليا للمتتبع للموقع الالكتروني للهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة و صفحاتها المتنوعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي أنها حصيلة ثقيلة كما وعددا ، ومتفردة كيفا ونوعا ، ومنتشرة طولا وعرضا عبر مختلف مناطق البلد ـ
كل هذا ، تنظر إليه الهيئة أنه جهد مقل ومتواضع في حق ما تبذله المقاومة الباسلة ، وما يعانيه أهل غزة والضفة في الآونة الأخيرة من تقتيل وتنكيل وتجويع ، فهؤلاء الرجال والنساء والأطفال والشيوخ يخوضون هذه المعركة” نيابة عن الأمة ودفاعا عن مصيرها وشرفها ومقدساتها” بحسب ما ورد في البيان ـ
من أجل ذلك وضمانا لاستمرارية هذا الدعم والنصرة ،خصوصا مع طول زمن المعركة التي ستدخل قريبا عامها الثاني ، كان من اللازم أن تبحث الهيئة بجد عن السبل الكفيلة بتطوير أدائها الميداني بشكل يواكب ويتناسب مع التطورات السريعة التي تعرفها الأحداث هناك ـ
الجامعة الصيفية : قراءة فاحصة للحدث وتداعياته
الجامعة الصيفية ، بحسب فقرات البيان، كانت فرصة سانحة لتقديم قراءة فاحصة لتداعيات هذه المعركة على المستوى الدولي والإقليمي وأبعادها حتى على الداخل الفلسطيني ، حيث كشفت بوضوح الانتكاسة الأخلاقية والحقوقية للمنتظم الدولي بهياكله ومؤسساته الرسمية في مقابل يقظة غير مسبوقة للشعوب ، والتي تعكس عمق التحولات التي تحدث في الرأي العام الغربي تجاه القضية الفلسطينية ، وهو ما يجب أن يستثمر أكثر في سبيل ضحض السردية الصهيونية التي هيمنت لعقود طويلة في المجتمع الغربي ، في أفق تشكيل جبهة عالمية مناهضة للكيان الصهيوني ـ
كما أن شعار ” الطوفان بداية جديدة للتاريخ وحياة أمة تنهض” الذي اختارته الهيئة بعناية لدورتها الخامسة ، يؤكد أن المستفيد الأول من هذه المعركة ومآلاتها هي الشعوب العربية والإسلامية ذاتها لأنها أحيت الأمة من جديد وبعثت برسائل الأمل في غذ أفضل ، فمجريات الأحداث ومواقف بعض الأنظمة أكدت على لازمة” لا تحرير لفلسطين إلا بتحرير الأمة”، خصوصا بعد الهزيمة النفسية التي أصيبت بها الشعوب بعد انتكاسة الموجات الأولى للربيع العربي ـ
فضلا أن هذه المعركة كانت كاشفة وفاضحة لضعف الموقف العربي الرسمي وتخاذله ،وأيضا للمهرولين نحو التطبيع ، بحيث صدق فيهم قول الشاعر : وظلم ذووي القربى أشد مضاضة ـ
الجامعة الصيفية : تأكيد على استمرارية الدعم والنصرة حتى النصر
البيان و في فقراته الختامية، وهو يؤكد على استمرارية دعمه اللامشروط للمقاومة بكل فصائلها و منها لكل الشعب الفلسطيني ،لم يغفل الإعلان عن مساندته ومؤازرته لكل قضايا المسلمين المستضعفين في هذا العالم ـ
و فضل البيان في الأخير ، توجيه رسالة شكر وامتنان وافتخار إلى كافة الشعب المغربي، وإلى كل المتجاوبين مع نداءات الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، وكذا نشطائها في مختلف مناطق المغرب ، وإلى كل شركائها في الميدان ، الذين قدموا نموذجا في الدعم والمساندة وذلك بشهادة الفلسطينيين أنفسهم ـ
كل ماسبق يحملنا جميعا مسؤولية مضاعفة في أن نتحرك بهمة أعلى وبيقين أقوى في أن هذه المعركة هي معركة مفصلية وهي بإذن الله بداية زوال إسرائيل ومن ثم خلاص الأمة والبشرية جمعاء ـ