بيان الهيئة بمناسبة الذكرى 55 لجريمة إحراق المسجد الأقصى المبارك
بسم الله الرحمن الرحيم
الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة
بيان بمناسبة الذكرى 55 لجريمة إحراق المسجد الأقصى المبارك
والعالم العربي والإسلامي والإنساني يحيي ذكرى مرور 55 سنة على جريمة إحراق المسجد الأقصى المبارك، حيث إنه في يوم 21 غشت 1969، اقتحم الإرهابي الصهيوني دينيس مايكل روهان المسجد الأقصى، وأضرم النار في المصلى القبلي، تنفيذا لسياسات الاحتلال الهادفة إلى طمس معالم الهوية الحضارية الإسلامية لمدينة القدس، ومحاولة تهويدها وهي المحاولات التي لم تتوقف أبدا، بل تزداد شراسة ووحشية مع مرور الوقت ، حيث يتواصل اقتحام المسجد الأقصى من طرف قطعان الصهاينة بحماية الاحتلال ومشاركة أعضاء من حكومة النتن ياهو، ويتم تكريس خطة التقسيم الزماني والمكاني، كان آخرها عدوان يوم 13 غشت الماضي،حين أقيمت كامل الطقوس التوراتية فيه باعتباره هيكل المعبد التوراتي المزعوم.
تحل هذه الذكرى في فترة تاريخية عصيبة، يصل فيها العلو الصهيوني مداه، ويتردى فيها النظام العربي إلى دركات العجز والخذلان والخيانة والتطبيع والتشرذم بشكل غير مسبوق، حيث بعد قرابة السنة من العدوان على غزة ومن اقتحامات المسجد الأقصى، وتدنيس المقدسات واقتراف جرائم حرب ضد الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة، وانتهاك القانون الدولي الإنساني، لم تحرك الأنظمة العربية ساكنا وتكتفي بالمتابعة والتفرج، بل وحتى التورط في دعم الكيان الصهيوني وإمداده بالدعم السياسي بعدم التنصل عن اتفاقات التطبيع والسلام الموهوم، والدعم الاقتصادي بفتح خطوط الإستثمارات المالية والإمدادات اللوجيستيكية.
إننا في الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة ورغم كارثية الوضع الرسمي العربي، الذي لم نراهن عليه وعلى خياراته في أي فترات من الفترات، نؤكد انحيازنا إلى خيار المقاومة الذي نعتبره الخيار الواقعي والعملي المجرب لانتزاع الحقوق وتحرير الأرض واسترجاع المقدسات، وكسر غطرسة العدو الصهيوني وحلفائه.
لذا استبشرنا خيرا بطوفان الأقصى، واعتبرناه فرصة تاريخية تغير مسار القضية الفلسطينية ووجه المنطقة والعالم ككل جيواستراتيجيا وإنسانيا، رغم تقديرنا لحجم التضحيات التي يقدمها الشعب الفلسطيني وجبهات المقاومة الداعمة للجهاد الفلسطيني على طريق القدس .
إننا في الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، ونحن نعيد تجديد التأكيد على محورية القدس ومركزية الأقصى في الصراع مع العدو الصهيوني، بما يمثله من مكانة خاصة وقدسية دينية وحرمة شرعية، باعتباره أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى سيد الأولين والآخرين ومعراجه إلى سماوات رب العالمين، نحمل الأنظمة العربية والإسلامية أولا و معها الشعوب المسلمة ثانيا في كل القارات، مسؤولية خذلان مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ المطلوب منا جميعا ممارسة الضغط على هذه الأنظمة بقوة وبأشكال غير مسبوقة لدفعها دفعا لإنقاذ القدس والأقصى باعتباره واجبا شرعيا محسوما، وعدم الاكتفاء بحمل الألقاب والشعارات، وتغليب الحسابات السياسية والمصلحية.
وفي الأخير نسأل الله تعالى جلت قدرته الرحمة لقوافل الشهداء التي ارتقت في معراج الأقصى والقدس، و التباث والصمود للسائرين في طريق التحرير.
وصدق الله العظيم إذ يقول: ” فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي باس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا”
الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة
الخميس 22 غشت 2024