كلمة الدكتورة حسناء قطني في الملتقى النسوي المغاربي الأول
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
في البداية أتقدم بالشكر الجزيل للساهرات والساهرين على تنظيم هذا الملتقى النسائي المغاربي من أجل القدس وفلسطين، وأهنئ مسبقا هذا الجمع الكريم المتباعد أجسادا وأشباحا والمتقارب قلوبا وأرواحا نجاح هذه الفعاليات .
شاءت الأقدار إن ينعقد هذا الملتقى في ظل ظروف استثنائية خلفتها تداعيات هذه الجائحة التي عرت وكشفت عن الوجه الخفي والحقيقي لهذا العالم دولا وشعوبا حاكمين ومحكومين، فتبين بالواضح أن الدول” العظمى” هي عظمى في سباقها نحو التسلح وزرع الفتن والحروب خارجها .
وأن الدول العربية والإسلامية التابعة لها فقد ظهر بالفاضح أنها بارعة فقط في فرض “حالة الطوارئ” وما يتبعها من مزيد تضييق وخنق للحقوق والحريات مع فشل ذريع في تدبير الأزمات الاجتماعية والاقتصادية التي خلفتها الجائحة.
أما الشعوب فهي مغلوبة على أمرها وإن تفاوتت من دولة لأخرى وما الانتفاضات التي تشهدها أمريكا وبعض دول أوروبا دليل على ذلك،فهل من معتبر بما يحدث أو بالأحرى ما يحدثه الله سبحانه في هذا العالم الموار ؟
للأسف” لا” فالمستكبر لم يزد إلا استكبارا والمستبد لم يزد إلا استبدادا والمغتصب الغاشم وأقصد هنا الكيان الصهيوني فقد أمعن في وحشيته وغطرسته بمزيد من التنكيل بالشعب الفلسطيني والاعتداء على حقوقه المشروعة وما مخطط ضم الضفة الغربية منا ببعيد كل هذا امام صمت عربي رسمي رهيب وتواطؤ دولي مكشوف،
لكن هيهات أن تنسى شعوب الأمة فلسطين رغم انشغالها بهمومها الداخلية ولعل هذه الفعاليات وغيرها كثير وغزير والتي نظمت عن بعد عبر الوسائط الإعلامية لهي برهان صدق ووفاء لقضيتنا المصيرية،
إننا في جماعة العدل والإحسان إذ نعتبر القضية الفلسطينية قضية محورية في المشروع التغييري الذي اقترحه الإمام المجدد الأستاذ عبد السلام ياسين رحمه الله، نؤكد من هذا المنبر أن فلسطين تريد منا الآن :
1_ قلوبا مؤمنة بالله وألسنة ذاكرة لله وجباها ساجدة لله تهييئا لمواطن تنزل نصر الله فحتى فلسطين إن نصرناها ونحن في غفلة عن الله هي دنيا في حقنا ” فلسطين طيبة لا تحب إلا طيبا ” .
2_ سواعد قوية وعقولا راجحة تدافع وتنافح عن القضية في كل المناسبات وعلى كل المنابر تستمد قوتها من تكتلها وتجمعها وتعاونها وتنسيقها فما ضاعت الأمة وتهاوت للحضيض ما دام اهل الباطل منتظمون و أهل الحق مبعثرون و مشتتون .
3_ حضورا نسائيا فاعلا ومؤثرا بنضج رؤيته وعمق تصوراته وتميز مبادراته.
فمن المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ومن المؤمنات
والسلام عليكم ورحمة الله
السبت 20 يونيو 2020