ذ. فتحي يؤكد على مركزية القضية الفلسطينية ويكشف خبث صفقة القرن
تأكيدا على مركزية القضية الفلسطينية وضرورة الكشف عن تفاصيل المكائد التي تُحاك ضدها بتواطؤ دولي مشؤوم وصمت رسمي عربي خاذل، ووقوفا عند أحد أبرز المكائد الحديثة المتمثلة فيما سمي صفقة القرن، نظمت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة بتنسيق مع جماعة العدل والإحسان بأسفي يوم الثلاثاء 01 يناير 2019 محاضرة اختارت لها عنوان “القضية الفلسطينية وصفقة القرن”، استضافت فيها الأستاذ عبد الصمد فتحي رئيس الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة وعضو الأمانة العامة للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان.
فبعد لوحة فنية لليافعة الصغيرة مروة تحت عنوان “أنا ابنة التاريخ”، مهّد الأستاذ عبد الصمد لمحاضرته بمقدمة لخص فيها أهمية الموضوع، مؤكدا على أن القضية الفلسطينية مصيرية ومركزية لدى الأمة الإسلامية، ومشيرا إلى قوة طرحها في فكر الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله، ومستحضرا راهنية صفقة القرن واستمراريتها، وضرورة الاهتمام بالقضية في كل مناسبة لتجديد المعارف والإرادة والاطلاع على خطط العدو الصهيوني سيرا نحو صدّها.
وقد تناول فتحي موضوع انعكاسات صفقة القرن على القضية الفلسطينية من خلال ثلاثة محاور؛ الأول: السياق، والثاني: الأهداف والملامح، والثالث: أدوات التنزيل والعقبات، وختمها بسناريوهات المواجهة.
وبخصوص السياق الذي تأتي فيه صفقة القرن؛ أشار إلى أنها تأتي بعد قرن على وعد بلفور ونصف قرن على احتلال القدس، وفي سياق ضعف الكيان الصهيوني والردة على الربيع العربي التي أفرزت حكاما متآمرين وشعوبا جريحة، إضافة الى إدارة أمريكية خادمة.
أما بخصوص الأهداف من الصفقة، فأكد على سعيها لتصفية القضية الفلسطينية بالحسم في موضوع القدس واللاجئين لصالح المحتل والنيل من الأمة ومقدراتها. كما جرد بعض ملامح الصفقة؛ وهي اعتبار القدس عاصمة للدولة اليهودية، وإسقاط حق العودة وصفة اللاجئين، وتأسيس كونفدرالية الأردن فلسطين التي ستضم الأردن والضفة بدون المستوطنات وغزة وشمال سيناء بنحو ألف كلم2 تحث مبدأ أرض مقابل أرض.
وفي المحور الثالث استعرض رئيس الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة آليات التنزيل والعقبات؛ ملخصا الآليات في الإكراه بالحرب على الربيع العربي، وإصدار قانون “جاستا” وحصار قطر والضغط على تركيا وتوقيف المنح الأمريكية عن السلطة الفلسطينية والأردن والأنوروا… وأما آليات الإغراء فتمثلت في الدعم السياسي لتثبيت كراسي المستبدين والانقلابين، وتقديم حزمة اقتصادية تضم بناء مطار، وميناء، ونفقا يضم طريقا بريا، وخط سكك حديدية، وأنبوبا لنقل النفط، وقناة لنقل ماء النيل إلى الكيان الصهيوني، ومنطقة تجارية حرة، ومشاريع واستثمارات يستفيد من ريعها الأطراف المشاركة ويتحكم في مفاصلها العدو الصهيوني. وأردف فتحي أن الصفقة تعترضها عقبات عدة؛ حيث يتوهم أصحابها أن الشعب الفلسطيني يمكن أن يتنازل عن الثوابت مقابل إغراءات مادية، كما أن شعوب دول الطوق ستدرك أنها هدية مسمومة لها تدعيات أمنية على الأردن ومصر، وأن تهجير أهل سيناء بعد تهديم بيوتهم وقتل دويهم دونه عقبات.
وفي الأخير ذكر باستراتيجيات المقاومة في مواجهة الصفقة وخدمت القضية الفلسطينية، وحددها في:
أولا: السعي لدعم المقاومة والإيمان بكونها خيار الشعب الوحيد لاسترجاع حقه المسلوب من الصهاينة القتلة.
ثانيا: وحدة الشعب الفلسطيني والتنسيق الجهادي الميداني بين مجمل الفصائل الفلسطينية.
ثالثا: الانفتاح على مكونات الأمةً وشعوبها لدعم القضية ونصرتها.
رابعا: الترويج العالمي للقضية، وهو ما كسب تأييدا للرواية الفلسطينية مقابل الرواية الإسرائيلية التي أخذت تتراجع.
وقد ختم الأستاذ فتحي اللقاء، الذي عرف حضورا نوعيا وتفاعلا مع مضامين الموضوع بنقاش أبان عن الوعي الكبير بالقضية ومستجداتها، بالتأكيد على دور الأمة الإسلامية في خدمة القضية، إذ المطلوب أن تصبح همّا يوميا تتوارثه الأجيال باعتبارها أمرا راسخا في ديننا الحنيف، ارتباطا بمقدسات الأمة ومكاسبها التي يريد الصهاينة تخريبها خدمة لمزاعمهم الكاذبة وادعاءاتهم الشاذة.
وكشف المحاضر أن تواطؤ الأنظمة العربية لم يعد يخفى على أحد، خصوصا في الآونة الأخيرة التي أصبح فيها تهافت دول الاستبداد للتطبيع مع العدو حديث الجميع إرضاءً لأمريكا ورئيسها عرّاب الصفقة المشؤومة. كما أكد على أن القضية تتطلب منا الإيمان الراسخ بوعد الله المحتوم الذي وعد به عباده الصالحين وجُنده المخلصين، أنه سينصرهم ولو بعد حين ما داموا عبادا لله أعدوا العدة وأخذوا بالأسباب.