رحاب.. نحن مع كل الأشكال السلمية الرافضة للتطبيع مع الكيان الصهيوني
في إطار الفعاليات المواكبة للحملة الوطنية لمناهضة التطبيع التي أطلقتها الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة من 6 مارس إلى 16 منه، يستضيف موقع الهيئة المغربية الأستاذة حنان رحاب، رئيسة الائتلاف المغربي للتضامن من أجل تسليط الضوء على بعض الجوانب المتعلقة بهذه الظاهرة الخطيرة .
أولا:يلاحظ المتتبع أن وثيرة التطبيع ارتفعت في السنوات الأخيرة، كيف تقيمين الوضع وهل من أرقام وإحصاءات مرتبطة بالأمر؟
للأسف تعرف موجة التطبيع بكافة أشكالها حضورا لا يمكن إنكاره، بالرغم من محاولات التمويه التي يتم اعتمادها على مستويات مختلفة، كما هو الحال بالنسبة للشقّ التجاري، حين نتحدث عن التمور والبذور، أو في الجانب المرتبط بالملاحة كما هو الحال بالنسبة لنموذج شركة "زيم"، حيث يتم اعتماد أساليب ملتوية للتغطية على التطبيع مع الكيان الصهيوني في هذا الصدد، دون إغفال الشق السياحي وغيره.
تطبيع لم يعد مستترا بل صار ظاهرا وأمرا واقعا، كما هو الشأن بالنسبة لمشاركة ممثلي الكيان الصهيوني تحت غطاء ( تعليمي أكاديمي )، بحر شهر فبراير الفارط من السنة الجارية بالرباط، في أشغال المنتدى الاستراتيجي الإقليمي حول التعليم والتدريب المهني والكفاءات من أجل التنمية الاقتصادية، الذي نظمته مؤسسة التدريب الأوروبية، بل أن الوفود الصهيونية أضحت تحلّ ضيفة على بعض المؤسسات المنتخبة، دون إغفال زيارات محسوبين على الجسم الإعلامي ونشطاء الحراك الاجتماعي ومنتمون إلى عالم الفن إلى إسرائيل في إطار لقاءات خاصة، تروم مسح القبح الإجرامي عن وجه الكيان الغاشم.
تسليط الضوء على أشكال التطبيع وتفاصيله الخفية مما جعله بارزا للعيان، يرجع الفضل فيه كذلك لعدد من النشطاء والمناضلين الذين لا يدخرون جهدا من أجل فضح كل صفقات الدم وسيناريوهات التواطؤ مع المغتصبين والقتلة الصهاينة، لهذا أصبح الحديث عن بعض الممارسات التطبيعية ممكنا كالحملة التي طالت التمور الصهيونية خلال شهر رمضان الفارط، والتي تم ربط الصلة خلالها بالتجار خاصة وبالمواطنين لوضعهم في صورة ما يقع.
ثانيا: ما هي الخطوات التي قمتم بها في الائتلاف المغربي للتضامن لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة؟
الائتلاف المغربي للتضامن هو إطار تم تأسيسه منذ أكثر من سنة، من طرف هيئات سياسية ومدنية مختلفة، التقت على المشترك بشكل توافقي، والذي هو بالأساس موضوع القضية الفلسطينية، من أجل مزيد من التعريف بها، ماضيا وحاضرا، تاريخا وواقعا، ومواجهة كل أشكال التطبيع، وفي هذا الصدد نظم الائتلاف مهرجانات ووقفات ومسيرات داعمة للقضية الفلسطينية ومنددة بالتطبيع، وراسل باعتباره عضوا بالائتلاف من اجل طرد شركة زيم، الحكومة المغربية في هذا الصدد، وكذا من اجل الوقوف ضد الاستمرار في السماح بولوج تمور الكيان الصهيوني إلى البلاد وتسويقها، ونظم ندوات فكرية وحوارية حول مشكل التطبيع، كما استقبل الناشط محمد زيدان بتنسيق مع bds، وهو من عرب 48، كما أعلن الائتلاف في غير ما مرة رفضه للزيارات التطبيعية منددا بها، كما ندّد بحضور الكيان الصهيوني في مراكش خلال 2016، وغيرها من الخطوات التي تستمد فلسفتها من الروح الوحدوية والتضامنية مع الشعب الفلسطيني، وبعد أيام سيكون الائتلاف مع موعد جديد وبالغ الأهمية الذي يندرج في نفس الإطار.
ثالثا:تستعد الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة لإطلاق حملة وطنية للتنديد ورفض التطبيع مع الكيان الصهيوني، ما هو تعليقك؟
نحن مع كل الأشكال السلمية الرافضة للتطبيع مع الكيان الصهيوني والمبرزة لتفاصيله، ولا يمكن إلا أن ننخرط في مثل هذه المبادرة، وندعو كل التنظيمات والهيئات التي تجعل من القضية الفلسطينية محورا أساسيا لفعلها وعصب اشتغالها المركزي، أن تلتقي على برنامج عملي بخطوات إجرائية ملموسة، حتى يتسنى تكثيف الجهود عوض تشتيتها، وحتى يكون لفعلها وقع أكبر للوقوف في وجه الكيان الصهيوني الغصب الذي يجب أن تحاكم رموزه على الجرائم المقترفة بالأمس كما اليوم الشعب الفلسطيني.