ذ.أدوني :الأسرى هم عنوان القضية الفلسطينية ورمز عزتها
بمناسبة الحملة الثانية، التي أطلقتها الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة تحت شعار" حياتهم حق..فكن معهم " والتي تتزامن مع ذكرى يوم الأسير الفلسطيني الذي يصادف 17 أبريل من كل سنة، أجرى موقع الهيئة حوارا صحفيا مع الأستاذ عبد العزيز أدوني الملكف بملف الأسرى في المكتب المركزي للهيئة ، لتسليط الضوء على واقع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية وواجبات الأمة العربية والإسلامية تجاه قضيتهم العادلة .
السؤال الأول:هل يمكن أستاذي أن تحيط القارئ بإحصائيات عن عدد الأسرى بما فيهم الأطفال والنساء؟
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، بداية أتقدم بالشكر الجزيل لموقع الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة على إثارة هذا الموضوع المهم، والذي يتزامن مع ذكرى الأسير والتي تصادف يوم 17 أبريل من كل سنة لتسليط الضوء على معاناة الأسرى الفلسطينيين في ظل صمت رسمي عربي ودولي. أما عن عدد الأسرى في سجون الاحتلال ووفق آخر إحصائيات نادي الأسير الفلسطيني فهي 7000 أسير منهم 100 أسيرة و400 طفل، غير أنه لا يمكن حصر العدد بالضبط لكون الآلة الصهيونية لا تتوقف عن مسلسل الاعتقالات اليومية، كما ينبغي التذكير أن ضمن هذا العدد أسرى عرب اعتقلوا في إطار الصراع العربي الصهيوني من الجولان والأردن وغيرها من البلدان.
السؤال الثاني: ما هي المعاناة التي يعانيها الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال؟ وكيف يواجهون هذه الخروقات؟
يعيش الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال أوضاعا مأساوية ضدا في كل القوانين والمواثيق الدولية خاصة القانون الدولي لحقوق الإنسان واتفاقية جنيف، حيث تمارس عليهم شتى أنواع التعذيب الممنهج والتجريد من الملابس والحبس الإنفرادي والمنع من الزيارات والإهمال الطبي وغياب الرعاية الصحية اللازمة…. خاصة أمام معاناة أغلب السجناء من أمراض مزمنة كالروماتيزم والقلب والشرايين والسكري والفشل الكلوي وأمراض جلدية خطيرة بسبب الظروف اللانسانية التي تطبع سجون الاحتلال.
وفي هذا المقام، لابد من التذكير بالمعاناة الخاصة للأسيرات الفلسطينيات اللواتي يتقاسمن مع الأسرى معاناة مشتركة،إذ لا يفرق الاحتلال بين رجل وامرأة وطفل في أنواع التعذيب الممنهج، لكنهن يتعرضن لضغوطات نفسية وجسدية استثنائية ويكفي للتدليل على هذه المعاناة أن منهن من اعتقلت وهي حامل ووضعت حملها داخل سجون احتلال وغير ذلك كثير…..ممارسات تبين إجرام الكيان الصهيوني ووحشيتة وغطرسته.
لكن رغم كل هذه المعاناة وعكس ما يظن ويسعى إليه الكيان الصهيوني فالأسرى بجميع شرائحهم يتمتعون بمعنويات عالية يستمدونها من عدالة قضيتهم وشعور بالعزة ممزوج بيقين في التحرر و الإنعتاق، دون أن يتنازلوا عن حقهم في خوض كل الأشكال النضالية لانتزاع مطالبهم المشروعة وفضح الممارسات الجائرة التي يتعرضون لها، وقد استطاع كثير من الأسرى كسر الغطرسة الصهيونية بالإصرار على خوض معركة الأمعاء الخاوية وما قصة محمد القيق عنا ببعيد.
السؤال الثالث : ما هي خصوصية ذكرى الأسير لهذه السنة؟
يخلد الشعب الفلسطيني ومعه كل أحرار العالم ذكرى الأسير هذه السنة في ظل وضع دولي طابعه الانحياز المفضوح للكيان الصهيوني ووضع إقليمي لا يعلو فيه إلا صوت الفرقة والصراعات الطائفية والإثنية والتي جعلت الاهتمام بالقضية الفلسطينية يتراجع في بعض الأحيان إلى أدنى مستوياته. أما على المستوى المحلي فتخلد هذه الذكرى على إيقاع انتفاضة الأقصى المجيدة التي أحيت جذوة المقاومة في نفوس الفلسطينيين رغم محاولات التيئيس والاستسلام, انتفاضة وصل صداها إلى سجون الاحتلال حيث الإضرابات على الطعام والاحتجاجات المتواصلة من أجل مواجهة الغطرسة الصهيونية وفضح أساليبها المقيتة.
السوال الرابع : ما هي مكانة قضية الأسرى لدى الشعب الفلسطيني؟
تحتل قضية الأسرى في سجون الاحتلال مكانة كبيرة لدى الشعب الفلسطيني الذي لا يتعاطف معها فحسب بل يعتبرها من أهم قضاياه المعلقة والتي لا يمكن أن تجد طريقها لحل عادل إلا بتحرير جميع الأسرى من سجون الاحتلال، فالأسرى هم كل الشعب الفلسطيني ففيهم الأب والأم والزوج والإبن والأخ والأخت……..وهم جميع شرائح المجتمع حيث الطبيب والمعلم والمهندس والتاجر…..وهم جميع الفصائل بل هم مجموع الوطن فهم أراضي 48 والقدس والضفة وغزة و…..باختصار فالأسرى هم عنوان القضية، لذلك تأتي قضيتهم على رأس كل الأولويات.
السؤال الخامس : أطلقتم في الهيئة النسخة الثانية من الحملة الوطنية التضامنية مع الأسرى الفلسطينيين ما هي أهداف الحملة؟ وما هي أهم المحطات التي تنوون القيام بها ؟ .
تهدف الحملة إلى إماطة اللثام عن ملف الأسرى، الذي يعد من بين أهم الملفات المرتبطة بالقضية الفلسطينية، وتنوير الرأي العام المحلي والدولي بمعاناة الآلاف من الأسرى، كما تروم إحياء الارتباط والاهتمام بالقضية الفلسطينية لاعتبارها قضية الأمة المركزية، كما أنها فرصة لتثمين نضالات الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية والتي كان آخرها الانتصار التاريخي لمحمد القيق في معركة الأمعاء الخاوية .
أما البرنامج، فسيتوزع بين ما هو ثقافي تضامني وبين ما هو إعلامي طيلة فترة الحملة التي تدوم أسبوعين كاملين.
كلمة أخيرة:
بمناسبة هذه الذكرى نتوجه في الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة للشعب المغربي الذي تحتل القضية الفلسطينية في وجدانه مكانة كبيرة من أجل الاستمرار في دعمه للقضية على كل المستويات والانخراط في كل الأشكال والفعاليات التضامنية والتصدي لكل محاولات التطبيع مع الكيان الصهيوني ضدا في الإرادة الشعبية للمغاربة مع فضح كل الممارسات اللاإنسانية للكيان الصهيوني التي تستهدف الشعب الفلسطيني الأعزل.
وختاما يجب التذكير أن قضية الأسرى الفلسطينيين لا ينبغي أن نتناولها بمعزل عن القضية الأم فالاعتقالات المستمرة في حق الشعب الفلسطيني هي أداة مكملة للمشروع الصهيوني الذي يهدف إبادة شعب وطرده من
أرضه وطمس هوية وطن بأكمله. فأصل البلاء هو الاحتلال ولا حل إلا بزوال الاحتلال.