أسرى فلسطين في تونس الخضراء
اختتمت في تونس العاصمة أمس فعاليات ورشة العمل الإعلامية "أسرى فلسطين بعيون الإعلام" التي نظمها منتدى فلسطين الدولي للإعلام والاتصال"تواصل" بالتعاون مع النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين والحملة الدولية للتضامن مع الأسرى في سجون الاحتلال الاسرائيلي "تضامن".
وقد بدأ يوم العمل بافتتاح معرض صور بحضور سفير فلسطين في تونس هايل الفاهوم وسفير السودان في تونس وعدد من ممثلي المؤسسات الإعلامية المشاركة ثم تجول الحضور في المعرض الذي صور حياة الأسرى اليومية وسلط الضوء على معاناتهم الإنسانية المستمرة.
ثم بدأت الجلسة الافتتاحية وتحدث فيها ناجي البغوري نقيب الصحفيين التونسيين حيث وجه تحية للشعب الفلسطيني الصامد مقدراً لتضحياته في سبيل الحرية، ثم تحدث هشام قاسم الأمين العام لمنتدى فلسطين الدولي للإعلام والاتصال وبدوره وجه الشكر للشعب التونسي على تعاطفه مع القضية الفلسطينية، وتحدث حول أهمية موضوع الورشة لمعالجة إشكالية انسانية عميقة الأثر في المجتمع الفلسطيني، وأخيراً تحدث فهد حسين المنسق العام للحملة الدولية للتضامن مع الأسرى في سجون الاحتلال وقد أشار في كلمته إلى الآلام التي يعانيها الأسرى في سجون الاحتلال محذراً من تمادي العدو في ممارساته الإجرامية بحق الأسرى خاصةً بعد اندلاع انتفاضة القدس، داعياً إلى تحرك عاجل لوقف هذا العدوان، وقدمت فرقة "حس" فقرة فنية في نهاية الجلسة.
وحضر الورشة أكثر من مائة شخصية إعلامية عربية يمثلون أكثر من سبعين مؤسسة إعلامية وحقوقية من تونس والمغرب وموريتانيا والجزائر وفلسطين ولبنان والإمارات وتداولوا في عدة قضايا حول الأسرى من خلال أربع ندوات وورشة نقاشية وجاءت الندوة الأولى بعنوان الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال تم من خلالها تسليط الضوء على حقائق وأرقام إحصائية تصور معاناة الأسرى وتم طرح الاعتقال الإداري والأسرى المرضى على طاولة المجتمعين كنموذج لتعامل الاحتلال مع الأسرى،ثم عرجت الندوة الثانية على قضية الأسرى في ميزان القانون من خلال تسليط الضوء على جرائم الاحتلال بحق الأسرى ورؤية القانون الدولي لها ثم طرح نموذج حول تعاطي الاحتلال مع الأسرى الصحفيين، وناقشت الندوة الثالثة الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام العربية في التعاطي مع قضية الأسرى وطرحت بعض الأمثلة المساعدة في تقييم هذا الدور واقتراح حلول للعودة بقضية الأسرى إلى مكانها الصحيح في وسائل الإعلام، وناقشت الندوة الرابعة مكان قضية الأسرى على أجندات النقابات الصحفية وتداخل فيها نقباء الصحفيين الفلسطيني والتونسي والإماراتي ونائب نقيب الصحفيين الموريتانيين ونائب نقيب الصحفيين السودانيين.
وبعد انتهاء الندوات الأربعة عقت ورشة عمل تم من خلالها العمل على طرح حلول تعود بقضية الاسرى إلى مكانها الصحيح إعلامياً من خلال بناء استراتيجية حقيقية للتعاطي مع قضية الأسرى، وقد خلصت الورشة إلى مجموعة من التوصيات على رأسها تبني قضية الأسرى باعتبارها ركيزة أساسية من ركائز القضية الفلسطينية؛ فالأسرى الأبطال هم رموز القضية وهم حماتها وسرجها المضيئة وتضحياتهم بزهرات شبابهم وأيام حياتهم هي جسور العبور إلى التحرير الكامل للأرض المقدسة، كما أكد المجتمعون على ضرورة حضور أفضل لقضية الأسرى في وسائل الإعلام ليس بصفتهم مجرد أرقام بل بصفتهم رجال ونساء وأطفال شجعان لكل منهم قصة حياة تستحق أن تروى، وأن تقدم للضمير الإنساني عسى أن توقظ فيه بقية قيم وشيء من الإنتصار للكرامة البشرية المهدورة من سلطات الاحتلال الاسرائيلي، ووضح البيان الختامي آليات العمل لتحقيق الحضور الإعلامي المطلوب لقضية الأسرى في وسائل الإعلام العربية.
منتدى فلسطين للاعلام