ندد الأستاذ عبد الصمد فتحي رئيس الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة بالمنع المخزني الذي طال النشاط التضامني مع غزة وفلسطين بشاطئ عين السبع بمدينة الدار البيضاء.
و تحت عنوان حين يُجرَّم الإفطار و يُقمع التضامن! كتب فتحي على حائطة الفيسبوكي:
السلطات المغربية تقمع وتروّع وتمنع عائلات مغربية من النزول إلى الشاطئ قُبيل أذان المغرب للإفطار بعد صيام يوم عاشوراء، فقط لأنها عبّرت عن تضامنها مع العائلات الغزّاوية التي تتضوّر جوعًا وتُباد على مرأى ومسمع من العالم، وذلك بحملها للأعلام الفلسطينية وارتداء الكوفيات.
إن هذا التدخل لا مبرر له، فالمئات من العائلات المغربية ترتاد الشواطئ مساءً لتناول وجباتها والسمر قرب البحر، دون أن تواجه أي مضايقة. فما الذي يجعل هذه العائلات مستهدفة؟ أهو لأنها عبّرت عن تضامنها مع فلسطين؟ أم لأن رفع رموز القضية بات تهمة؟ أم أن هؤلاء المواطنين ليسوا مغاربة بالقدر الكافي؟ أم مغاربة من درجة أدنى؟
أي تهديد يشكّله إفطار جماعي سلمي على الشاطئ؟ وأي خطر في رفع علم فلسطين، سوى أنه يستفزّ من يعادي المظاهر الدينية، وينزعج من كل تعبير حر عن القضايا العادلة.
أي ذنب اقترفته هذه العائلات حتى تُواجَه بذلك العنف المفرط، وتُحشد في وجهها القوات وكأنها تهدد أمن الدولة؟! إلا أن يكون الإفطار الجماعي بعد الصيام جريمة في عرف البعض، وبالمقابل يغض الطرف على تجمعات عبدة الشياطين، والكنائس المشبوهة، والتجمعات التي تنتهك فيها محارم الله.
أليست هناك مجالات ومظاهر أخرى أولى بتلك الحشود؟ أولى بتسخير القوة لحماية أمن المواطنين واستقرارهم، وصون كرامة الشعب ومدخراته من النهب والافتراس؟
من يتحمّل مسؤولية ترويع النساء والأطفال، وهم صائمون لا يحملون سوى رموز التضامن مع شعب يُذبَح ويُجَوَّع؟!
أي جُرم ارتكبته هذه العائلات حتى تُقابَل بالعنف المفرط، وتُحشد في وجهها القوات، وكأنها تهدد أمن الدولة؟
أإفطار جماعي بعد صيام يوم عاشوراء أصبح جريمة في عرف البعض، بينما تُغضّ الأبصار عن تجمعات مشبوهة لعبدة الشياطين، أو احتفالات تقام في الكنائس المشبوهة، أو سهرات تنتهك فيها محارم الله دون حسيب ولا رقيب؟
أليس أولى بهذه الحشود أن تُسخّر لحماية أمن المواطنين، وحراسة كرامة الشعب، والدفاع عن مدخراته من النهب والفساد؟
أم أن رفع علم فلسطين، وارتداء الكوفية، والتعبير عن الانتماء للأمة، أصبح هو الخطر الحقيقي الذي يستنفر الأجهزة؟!
