مقالات

علي بادي..بين الأنفاق والملاجئ

تداولت وسائل الإعلام اليوم الأحد خبر عقد حكومة دولة الاحتلال الإسرائيلي لمجلسها الأسبوعي بنفق تحت حائط البراق والمسجد الأقصى في خطوة منها لإحياء الذكرى السادسة والخمسون لسيطرة الصهاينة على الجزء الشرقي من المدينة المقدسة عقب هزيمة الأنظمة العربية في حرب حزيران يونيو 1967.وقد تناقلت ذات الوسائل الإعلامية ان وزراء الحكومة وكبيرهم قد تدارسوا سبل وإجراءات توسيع السياسات التهويدية للمدينة.

قبل حوالي أسبوعين من هذه الخطوات الطائشة لقادة دولة الاحتلال، كان رعاياهم متكدسون تحت باطن الأرض في ما يعتبر ملاجئ ٱمنة هربا من صواريخ المقاومة، التي كانت تدك المستوطنات الإسرائيلية في مجمل أراضي فلسطين التاريخية، في جولة جديدة من جولات الصراع مع قطاع غزة الأبية والتي أشعلها إقدام الصهاينة على اغتيال قادة المقاومة الفلسطينية من حركة الجهاد الإسلامي، في مجزرة بشعة راح ضحيتها العديد من الأطفال الأبرياء والنساء العزل وقبلهم استشهاد الشيخ خضر عدنان في معتقلات الصهاينة

بين ملاجئ المستوطنين وأنفاق حكومتهم يظهر مستوى القوة والشرعية او بتعبير أصح مدى الجبن والهلع الذي يتمتع بها سكان دولة الشتات، الذين لا يستطيعون إثبات حضورهم ووجودهم فوق الأرض التي يدعون حيازتها كوطن قومي لهم ويعملون بكل ما أوتوا لطمس وإخفاء كل المظاهر التاريخية والحضارية القائمة والتي تثبت ملكيتها لأصحاب الحق الشرعي والتاريخي ألا وهم الشعب الفلسطيني.

.وبالمقابل وغير بعيد عن مدينة القدس يقطن اكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة الذين لا يدخلون الملاجئ زمن الحروب التي يتعرضون لأبشعها بشكل يكاد يكون مستمرا من قبل الصهاينة. بل إن سكان غزة لا يخطر ببالهم مجرد التفكير في إنشائها لوقت الضرورة، وهم الشعب الذي يمارس حياته العادية حتى زمن الحرب والقصف. ولا يزدحمون عند المعابر الحدودية للقطاع سوى في اتجاه واحد ألا وهو اتجاه الدخول نحو غزة، ولم تسجل وسائل الاعلام ولا غيرها في كل الحروب التي شنت على القطاع إن سكان غزة بدأوا موجة نزوح او لجوء بعيدا عن مناطق سكناهم.

بل الذي يشهد العالم كله عليه هو أن سكان غزة ومقاومتها الباسلة نشطون في إقامة الأنفاق المخصصة لاحتضان رجال وعتاد ومفاجٱت المقاومة الفلسطينية الأبية الموجهة لحماية الديار والعمار و رد كيد المعتدين. ويقومون بذلك رغم شح الوسائل والإمكانات وتربص المتربصين والخائنين.

إن المشروع الصهيوني وحاملوه من مستوطني وقادة دولة الاحتلال الإسرائيلي قد بات في تراجع مكشوف
يعكس ذلك دركات الأنفاق والملاجئ التي ألجأتهم إليها ضربات المقاومة الفلسطينية ، وفي الجهة المقابلة أضحى مشروع المقاومة ومناهضة الصهاينة والتطبيع يرتقي الدرجات تلو الأخرى ارتقاء نحو تحرير كامل أراضي فلسطين.

بقلم علي بادي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Essai iptv gratuit Test IPTV 48h Premium Abonnement IPTV Premium Smart IPTV iptv gratuit Test iptv 7 jours Abonnement iptv iptv premium Essai iptv gratuit Test IPTV 48h Premium Abonnement IPTV Premium Smart IPTV iptv gratuit Test iptv 7 jours Abonnement iptv iptv premium Essai iptv gratuit Test IPTV 48h Premium Abonnement IPTV Premium Smart IPTV iptv gratuit Test iptv 7 jours Abonnement iptv iptv premium Essai iptv gratuit Test IPTV 48h Premium Abonnement IPTV Premium Smart IPTV iptv gratuit Test iptv 7 jours Abonnement iptv iptv premium Essai iptv gratuit Test IPTV 48h Premium Abonnement IPTV Premium Smart IPTV iptv gratuit Test iptv 7 jours Abonnement iptv iptv premium