أنشطة الهيئة
كلمة الأستاذ فتحي في المؤتمر العربي العام في ذكرى انتفاضة الأقصى الشريف
وحدة الأمة لمقاومة الاحتلال والعدوان والتطبيع
كلمة الأستاذ عبد الصمد فتحي عضو الأمانة العامة لجماعة العدل والإحسان ورئيس الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة في المؤتمر العربي العام، المنعقد بمناسبة ذكرى انتفاضة الأقصى، تحث شعار: “وحدة الأمة لمقاومة الاحتلال والعدوان والتطبيع”، يوم الخميس 29-9-2022 بحضور قامات الوطن العربي وقيادات المقاومة الفلسطينية، ورموز أحرار العالم.
هذا نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيد المرسلين. بداية نتوجه بالشكر الجزيل إلى المشرفين على هذا المؤتمر، ونحيي كل الحاضرين من هذه القامات التي اجتمعت اليوم من أجل قضية جامعة هي القضية الفلسطينية. إن واجب الأمة اتجاه القضية الفلسطينية يقتضي أن تكون هذه الأمة قوية وصلبة، وهذا يجعلنا أمام تحديين أساسَيْنِ يحولان دون ذلك:
التحدي الأول: هو وحدة الأمة بكل مكوناتها وقواها الحية، فلقد نجح الكيان الص@يوني وحلفاؤه في تمزيق الأمة وتشتيت صفوفها وتبديد قوتها، وذلك ببث الفرقة وإشعال فتيل النعرات الطائفية والمذهبية والعرقية والجغرافية، مما وسع الهوة بين مكوناتها وعمق جراحها. فأول واجب في دعم القضية الفلسطينية هو وحدة الأمة بوحدة الشعوب ووحدة مكوناتها، وهذا يقتضي من الكبار والعقلاء من النخب أن يكونوا نموذجا في الخطاب الوحدوي الجامع ضد خطاب الكراهية والإقصاء، وسباقين إلى المبادرات الجامعة.
أما التحدي الثاني فهو تحرير الأوطان من الأنظمة صنيعة الص@يونية وحلفائها. وما لم تتحرر هذه الأوطان من عملاء الص@يونية، فستبقى الأمة عاجزة ومكبلة عن القيام بالدور المنوط بها في دعم القضية، حتى تحرير فلسطين كل فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.
إن التعاطي مع القضية الفلسطينية يقتضي السير على ثلاثة مسارات أساسية:
المسار الأول: هو مسار الدعم والإسناد للشعب الفلسطيني، شعب الجبارين الذي يقوم بأدوار طلائعية وجبارة، وهو في ذلك ينوب على الأمة في الدفاع عن الأرض والعرض والمقدسات، وبالتالي واجبنا نحوه هو واجب المساندة والدعم. في طليعة الشعب الفلسطيني المقاومةُ المسلحة، والمرابطون والمرابطات بالمسجد الأقصى المبارك، والمحاصرون والمحاصرات في غزة العزة، والمجا-هدون والمجا-هدات بالضفة والخليل، والصامدون والصامدات في القدس. كما يفرض الدعم؛ دعم الشهداء وعوائلهم والأسرى والمصابين والأيتام. وهذا المسار يستوجب دخول كل أبواب الدعم والسند، وعدم استصغار أو إهمال أي باب يقوي عودهم ويرفع معنوياتهم ويخفف من معاناتهم، ويوجع عدوهم.
أما المسار الثاني: فهو مسار مواجهة التطبيع، مع الإشارة إلى أن مفهوم التطبيع؛ مفهوم لين صنيعةُ المحتل، وهو لا يعكس حقيقة ما يقع اليوم، فنحن لسنا أمام علاقات طبيعية وإن كانت مرفوضة، فنحن اليوم أمام علاقات غير طبيعية، مقارنة بعلاقة الدول المطبعة بباقي دول المعمور.
إننا أمام اختراق ص@يوني ووصاية وحماية ص@يونية، حيث إن الاتفاقات التي تبرم اليوم ما هي إلا عقود إذعان يملي فيها اليهو-د الص@اينة شروطهم وأوامرهم وتعليماتهم على الطرف الثاني ليقوم بالالتزام والتنفيذ.
إن الاختراق اليهود-ي الص@يوني يجعلنا على نقطة الصفر مع العدو في عقر دارنا، وبالتالي يقتضي الواجب أن يتصدى الشعب بكل مكوناته لهذا السرطان الص@يوني الذي يريد أن يغتال الأمة ويمسخ هويتها ويهدم قيمها، ويسرق منا الأجيال القادمة بتحريف التاريخ وتشويه الذاكرة، ويحول دون أي تحرر أو انعتاق.
إن أول ما يجب هو توحيد القوى الحية في كل بلد من أجل مواجهة هذا التسونامي من الاختراق، لأنه لا يقوى ولن يقوى طرف واحد على مواجهته، بل هي مهمة جميع من هم في خندق واحد ولهم هدف واحد. والواجب الثاني هو تحصين الشعب من أي اختراق، وذلك بإشراكه في المعركة وربطه بهويته وقيمه وتنشئة الأجيال القادمة على ذلك، حفاظا على سلامتها ويقظة ذاكرتها.
أما المسار الثالث: فهو الترافع من أجل كسب الرأي العام العالمي بنشر الرواية الفلسطينية ودحض الرواية الص@يونية الكاذبة، فإذا كانت كثير من الدول هي حليفة الكيان الص@يوني أو صنيعته، فإن الرهان على شعوب العالم وعلى أحرار العالم ليقفوا إلى جنب المظلومية الفلسطينية وليناصروها، وكم يسعدنا أن يكون من بيننا في هذا المؤتمر فضلاء من أحرار العالم ممن يقفون مع الحق الفلسطيني ضد العنصرية الص@يونية وجرائمها المدانة. وإن لهذا الترافع ٱليات وأدوات علينا أن نتمرس عليها، وأن نبدع فيها وأن نفرغ الوسع والجهد من أجل كسب رهانها، ولتكن ساحة حقوق الإنسان حلبة التدافع بيننا وبين الكيان العنصري المحتل، لنسيء وجهه ونفضح جرائمه ونلاحقه حقوقيا وقضائيا.
إن ورقة الأستاذ زياد مشكورا والمقدمة في هذا المؤتمر، والتي تضمنت 11 مقترحا لا يمكن الاختلاف حولها، فبعضها يخدم المسار الأول مسار الإسناد، وبعضها الآخر يخدم مسار مواجهة التطبيع أو الاختراق. لكنها في حاجة إلى ترجمتها وتنزيلها في أرض الواقع داخل أوطاننا من طرف مكونات المجتمع الحية، كما أن بعضها في حاجة إلى تفصيل وأجرأة في هذا المؤتمر، كصناديق الدعم وقوافل وأساطيل كسر الحصار. كما ينتظر من لجنة صياغة مخرجات هذا المؤتمر أجرأة وبرمجة تلك المقترحات، مع إضافة ما تفضل به المتدخلون من آراء لا شك أنها تغني الورقة وتفي بالمقصود. ويبقى تحدي الوحدة وتحدي تحرير الأوطان من صنائع الاحتلال يفرضان علينا بدل الجهد التنظيري والعملي لتحقيقهما، تقريبا للشقة وتجاوزا للجراح، لتشكيل أرضية صلبة يقوم عليها مشروع دعم الشعب الفلسطيني ومواجهة الاختراق الص@يوني والترافع لكسب الرأي العام العالمي.
وشكرا لكم على المتابعة والإصغاء.