أحمد ويحمان.. التطبيع كارثة وطنية وما حصل تهديد جدي ووجودي للمغرب
![](https://nosra.org/wp-content/uploads/2021/01/maxresdefault-780x405.jpg)
في الحوار الثاني من الحوارات التي يستضيف فيها الموقع شخصيات مغربية مناهضة للتطبيع، يحاور الموقع الأستاذ أحمد ويحمان رئيس المرصد المغربي لمناهصة التطبيع وأحد أبرز المناهضين للتطبيع مع ” إسرائيل ” للحديث عن خطوة المغرب التطبيعية مع دولة الاحتلال.
– بداية، كيف تلقيت إعلان المغرب تطبيع علاقاته مع “إسرائيل”؟
بسم الله الرحمن الرحيم، أولا نحيي الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة كمكون من مكونات نصرة كفاح الشعب الفلسطيني العادل و مقاومة الاختراق الصهيوني و كل مظاهر التطبيع معه . كما نحيي الشباب القيم على موقعها و نتمنى لكم التوفيق و الثبات على هذه الجبهة الهامة في المعركة؛ جبهة الإعلام في مواجهة التعتيم و الاستعلام المتواطيء و المنخرط في موجة التطبيع و التضبيع .
أما بخصوص السؤال؛ فنحن لم يفاجئنا الإعلان الرسمي عن التطبيع إلا في فجائيته بينما كان المسؤولون يؤكدون حتى الدقائق الأخيرة بأنهم يدينون ويرفضون التطبيع، و نخص بالذكر حديث رئيس الحكومة، أسابيع فقط قبل ذلك، عما كان يسميه الخطوط الحمراء ( فلسطين خط أحمر .. القدس خط أحمر .. الأقصى خط أحمر ) على حد قوله .
من هذه الناحية فوجئنا، مع اننا، بحكم ما كنا نرصده من اختراقات على مدى السنوات الأخيرة، كنا نتوقع هذه المصيبة في أي وقت، بل إننا نتوقع أفظع من ذلك .. و الآتي أفظع بكثير .
و إذن نحن نعتبر ما حصل بالإعلان الرسمي عن التطبيع و التوقيع مع الصهاينة القتلة المحتلين كارثة وطنية . نحن ندين هذه الخطوة بأشد عبارات الإدانة و نعتبرها، ليس خذلان و غدرا للشعب الفلسطيني و حسب، و إنما هي تهديد جدي و وجودي للمغرب كوطن و كشعب و ككيان .
– كيف تقرأ ربط التطبيع بقضية الصحراء، وهل المغرب فكر فعلا بمنطق الربح؟
الإخراج الذي تم به التطبيع الرسمي كان رديئا جدا بارتباكاته وبتناقضاته و انعدام أي منطق فيه، فضلا عن خواءه التام و استحالة تحقيق أي مصلحة ولا أي منفعة ، حتى بمنطق الربح و الخسارة .
فالجانب الرسمي حرص، في نفس الآن أن يقول بأنه لا يربط ملف الصحراء بالقضية الفلسطينية حتى لا يسقط في فخ المقايضة و يظهر بمظهر من يبيع قضية وطنية بقضية وطنية أخرى، باعتبار أن المغاربة يعتبرون قضية مسرى رسولهم قضية وطنية لارتباطها بعقيدتهم و مقدسهم .. هذا من جهة و من جهة أخرى، فإنهم لا يجدون ما يبررون به فضيحتهم و يحاولون به تغطية سوءتهم غير الصحراء و أهميتها و اولويتها عند المغاربة !!! بدعوى أنهم مضطرون خدمة للوحدة الترابية للبلاد أن يقدموا على ما أقدموا عليه !!!
و هذا تناقض صارخ !
فمن جهة ينفون مقايضة فلسطين بالصحراء، و من جهة أخرى لا يجدون ما يبررون به التطبيع مع العدو مغتصب فلسطين إلا الصحراء !!
إذن فربط التطبيع بالصحراء، فضلا عن كونه فضيحة، جريمة في حق الصحراء و فلسطين معا . كما أنه يشكل أسوأ ما يمكن أن يصيب عدالة قضية الصحراء و الوحدة الترابية للمغرب .
إن ربط الصحراء بتزكية الصهاينة و الأمريكان، رموز الإبادات الجماعية و التطهير العرقي و جرائم الحرب، هو أكبر خطيية يمكن أن ترتكب في حق المغرب و صحرائه التي حررها الشعب بمسيرته العظيمة و حررها الضباط و الجنود من أبناء بسطاء الشعب الذين قدموا أرواحهم الطاهرة و دماءهم الزكية من أجلها .
أما النتيجة فهي أننا بدأنا نخسر أصدقاءنا الذين يدافعون عن مغربية الصحراء، و لا أدل من تصريح الرئيس التونسي الأسبق منصف المرزوقي الذي لم يتردد عن إدانة المغرب بأشد عبارات الإدانة، و هو الذي دخل في العدوات مع أشقاءنا بالجزائر بسبب رفضه للاطروحة الإنفصالية و دفاعه المستميت عن الوحدة المغربية و المغاربية ..
– خرج المواطنون في عدة مدن رفضا للقرار، هل هذا يعني أن الشعب سيواجه ترسيم العلاقات مع دولة الاحتلال؟
ما في ذلك شك، لاسيما و أن ما نحن بصدده ليس تطبيعا حتى بالمعنى المتعارف عليه في المشرق العربي .. فالتطبيع الذي نحن بصدده في المغرب و في المغرب العربي مشروع خطير للغاية لأنه يسعى لنقل “دولة إسرائيل” إلى منطقتنا، انطلاقا من المغرب الأقصى .
إنهم يحضرون، بعد التمكن من مفاصل الدولة بالمغرب، و هم يتمكنون منها اكثر فأكثر، لتقييم المغرب إلى كيانات أعدوا لها خرائطها و أعلامها و أناشيدها الوطنية . فبعد الجمهورية الصحراوية، هناك تحضير لدولة الريف .. و ‘دولة أسامر و عاصمتها تنغير ” كما سبق و عنون أحمد الدغيرني أحد مقالاته .. دولة سوس .. دولة تامسنا .. و دبدو الكبرى ..
هذا على مستوى المغرب، أما بخصوص الجزائر، فقد أعلن العميل الصهيوني فرحات مهني دولة القبايل داخل الكنيست الصهيوني منذ سنة 2012 .. و هناك تحضير لدولة الأنفاد پمنطقة الطوارق بخلفية دولة الأزواد بشمال مالي .. و انتم تتذكرون أحداث غرداية التي ارتقى فيها أزيد من عشرين شهيدا …و … و الخ
موريتانيا يحضر تقسيمها على أساس عرقي من خلال حركة انفصالية .. و من هنا فهم ما كان يسمى مسيرات الحراطين بنواكشوط …الخ
تونس ما تزال تترنح و جزيرة جربة مسمار جحا للمشروع الصهيوني التخريبي هذا ..
ليبيا تم الشروع في المشروع منذ سنوات من الاحتراب الداخلي .. و معسكرات نالوت جد هامة في المخطط الذي يشرف عليه برنار هنري ليفي …
قولا واحداً
. نحن لسنا حتى بإزاء التطبيع، بعثة دبلوماسية هنا و بعثة دبلوماسية هناك ..
إنهم يحضرون ل ” إسرائيل جديدة ” بالمغرب العربي، انطلاقا من المغرب . و من هنا الأساطير الجديدة التي يحاولون بها التأسيس لهذه ال ” إسرائيل الجديدة ” .. هل اطلعتم على ما يروج له تنظيم “محبي إسرائيل في المغرب الكبير” عن اكتشاف أورشليم صغيرة بجنوب المغرب ؟!
هؤلاء لا يمزحون و لا يخططون على المدى القصير .. و هل تعلمون أن الأمور بلغت فتح معسكرات تدريب على السلاح تحت إشراف مباشر من ضباط و حاخامات صهاينة في أكثر من منطقة بالبلاد ؟!
عودوا و طالعوا كتاب ” بيبيو ! الخراب على الباب ” .. فالطبعة الثانية بالاكشاك .. و فيه تفاصيل التفاصيل عما يحضر لنا رصدناه و نشرناه بالمرصد المغربي لمناهضة التطبيع قبل حدوث ما حدث !
– ماذا عن دور الهيئات المعارضة للقرار كيف ستناهض التطبيع؟
الوضع هو كما وصفناه و كما هو في الواقع، يستدعي انخراط الجميع لمواجهة هذه الكارثة . ينبغي الاستنفار .. الجميع معني و لم يعد الأمر مقتصر على الهيآت .. هذه معركة كبيرة و مصيرية .. الهيآت المعارضة للقرار تتحرك و سوف تتحرك و تقوم بما يلزم القيام به .. لكن الشعب كله، بكل فآته، مدعو، و المؤكد أنه سيستجيب، لهبة كبيرة في مستوى ما يواجهنا في المستقبل المنظور .
– هل يمكنك تقريبنا من غاية وخطة “إسرائيل” من وراء التطبيع مع الحكام العرب؟
غاية و خطط الكيان الصهيوني من تطبيعها مع الحكام العرب، هي استغلال عدم شرعية هؤلاء الحكام ممن لا شرعية لهم، إلى أقصى الحدود، بتخويفهم من شعوبهم و ابتزازهم بأن اسستمرارهم في الحكم رهين بحمايته، و من وراءه أمه أمريكا .
و لا ينتبه هؤلاء الحكام إلى أن أمريكا نفسها في آخر عهد ترامب مهزوزة و منذورة للتفكك و الكيان نفسه في عهد نتانياهو منذور للانفجار .
إن مآل اي من المطبعين مع ترامب و نتانياهو سيكون نفس مآل هذين الإرهابيين العنصريين ما لم يتدارك أمره قبل فوات الأوان .
و لله الأمر من قبل و من بعد .