مقالات
عبد الصمد فتحي..تاريخ الاعلان عن التطبيع المغربي مع الاحتلال سيظل يوما أسودا
كان اليوم العالمي لحقوق الإنسان يوما أسودا في المغرب بسبب الإعلان الرسمي للمغرب عن التطبيع مع الكيان الصهيوني المجرم. وعوض أن يكون يوما لإدانة الكيان الصهيوني على انتهاكاته لحقوق الإنسان، كان يوما لتبرئة المجرم وتزكيته من خلال التطبيع معه، في الوقت الذي يزداد اضطهاده للفلسطينيين، وتهويده للقدس، وجشعه إلى ضم الجولان والضفة…
إن قرار التطبيع مع الكيان الصهيوني المجرم قرار مؤلم يخالف نبض الشارع المغربي الذي كان وسيبقى معاديا للصهيونية المتوحشة ووفيا لنصرة الشعب الفلسطيني الجريح.
لا يمكن لشعب حر أن يضع يده في يد ملطخة بدماء الأبرياء، ولا أن يضفي الشرعية على كيان غاصب للأرض مجرم عنصري. وواهم وكاذب من يصرح أن القرار يحظى بإجماع فئات المجتمع، وهو يرى كل قواه الحية تدين وتتبرأ من القرار الانفرادي.
لا يمكن للشعب المغربي الحر أن يقبل بصفقة وهمية من أجل قضيتنا قضية الصحراء على حساب حقوق تاريخية للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة. فالكيان الصهيوني لم ولن يكون عامل وحدة وقوة للأوطان، بل التاريخ والتجارب تشهد أنه عامل تجزيء وتقسيم وإضعاف.
ولا يمكن لأحد أن يزايد علينا في الوطنية فحب الوطن من الإيمان، ومن حب الوطن أن يكون شعبه حرا غير مستعبد، قراره مستقل غير مصادر، ثرواته محفوظة غير منهوبة، أرضه محررة غير محتلة، ومن خيانة الوطن الاصطفاف ضد الشعب مقابل الفتات.
وحدة الوطن وتحريره واجب وطني وديني يقوى عليه من يملك قرارا وإرادة ويقدر على البذل، لا من يطبل حسب الطلب.
أخوف ما نخاف أن يكون ثمن التطبيع هو السكوت عن انتهاك حقوق الإنسان بالمغرب وحرية شعبه واستقلال قراره، والحفاظ على ثرواته وليس قضية الصحراء التي يدرك المتتبعون أن الموقف الآني لترامب في وقته الميت لا قيمة قانونية له و إنما مجرد مسوغ وهمي للتسويق للتطبيع بالمغرب.
ومما يزيد من شكوكنا ما يعيشه المغرب اليوم من انتهاكات حقوقية صادمة تستهدف المعارضين من أجل تكميم الأفواه وتدجين الشعب، لخدمة مصالح المتنفدين وأوليائهم على حساب مصلحة الشعب.
نعم قد يطبع الحكام مع المحتل لكن الشعب المغربي سينظر إلى كل صهيوني تطأ أرضه المغرب على أنه قاتل لفلسطيني، أو مشارك في القتل أو غاصب لأرض فلسطيني أو مشارك في الغصب، أو هادم لبيت فلسطيني أو مشارك في الهدم.
لا حديث مع المتصهنين الذين لا تحكمهم مبادئ ولا قيم، ولا تعنيهم لا روابط دينية ولا عرقية، كل ما يعنيهم مصالحهم الذاتية، فهؤلاء سيلفظهم المجتمع وسيتعرون مع من تعرى ليظهروا على حقيقتهم. والتاريخ لا يرحم والشعب لا ينسى.
اليوم أمام قرار التطبيع لم نعد ندافع عن فلسطين، بل اليوم نحن ندافع عن المغرب، ندافع عن وحدته لأن الصهاينة مصدر تفريق وتشتيت. ندافع عن قيمه وهويته لأن الصهاينة منبع الفساد والمسخ. ندافع عن حريته لأن الصهاينة رمز الاحتلال والاستعمار، ندافع عن نمائه وازدهاره لأن الصهاينة مرتع الجشع والاستغلال، ندافع عن مستقبله وحاضره لأن الصهاينة عنوان العلو والاستعباد.