رئيس الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة في ضيافة قناة “فلسطين اليوم” للحديث عن ظاهرة التطبيع الثقافي
قال رئيس الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة الأستاذ عبد الصمد فتحي :”إن التطبيع السياسي والتناقضات العرقية والقومية في المنطقة من أبرز أبواب التطبيع الثقافي مع الكيان الصهيوني، مشيراً إلى أن الأخير يسعى إلى التأثير على العقول، وكسر عناصر المناعة في جسم الأمة تجاه العدو”.
جاء ذلك في لقاء صحفي بثته قناة “فلسطين اليوم”، مستضيفة رئيس الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، وعضو الأمانة العامة للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان عبد الصمد فتحي، إلى جانب قاضي المحكمة الشرعية العليا بغزة الشيخ عمر نوفل، في حلقة بعنوان “جريمة التطبيع الثقافي” ضمن برنامج “في ظلال الإسلام”.
ورأى فتحي أن التطبيع الثقافي، من أخطر أشكال التطبيع لأنه يؤثر على العواطف والوجدان، ويقضي على كل محفزات مقاومة الاحتلال الصهيوني، إضافة إلى الاستدراج إلى مخالفة رؤية القرآن الكريم التي تعكس صورة العدو المحتل الحقيقية بفساده في الأرض، وإجرامه الصهيوني.
وأضاف أن هذا الفساد تجلى من خلال قتل آلاف البشر، وتشريد الملايين وتعذيبهم، واضطهادهم، ونشر العنصرية.
وأشار إلى أن العدو الصهيوني يبحث عن بوابات للتأثير في الأمة وشعوبها، ويستغل كل الأبواب المؤثرة في ثقافتها، خاصة من خلال الدراما والرواية والموسيقى والسينما، موضحاً أنه يستغل النخبة الفنية والثقافية المتخاذلة والمنبطحة في المنطقة، ويخترقها لتشكل بالنسبة إليهم مكتسباً يخترق من خلاله الشباب والمرأة والنخب.
ولفت رئيس الهيئة المغربية الانتباه إلى أن التطبيع الثقافي أخطر من التطبيع الاقتصادي والعسكري لأنه، يقول فتحي “سلاح ناعم يؤثر تأثيراً بليغاً في عقلية الأمة ووجدانها من خلال نخب تتسارع اليوم للانبطاح للكيان تحت الاغراءات والوعود والوعيد”.
واعتبر فئة المطبعين مع الاحتلال معزولة “لا تمثل الأمة والشعوب، رغم تأثيرها في الحقل الثقافي داخل المنطقة”.
وعدد فتحي عوامل تتحكم في التطبيع الثقافي داخل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ذكر منها “التطبيع السياسي على مستوى الدول التي تريد الحفاظ على كراسيها”، مبيناً أنها من خلال ذلك “تفتح المجال لبيادقها على المستوى الثقاقي من أجل الذهاب في نفس المسار”.
وذكر أن الكيان الصهيوني يلعب على وتر التناقدات العرقية والقومية، ويعدهم بالتمكين في المنطقة مقابل إثارة حروب أهلية وتقسيم المقسم، في إشارة إلى قوميات العرب، والأمازيغ، والأكراد وغيرهم.
ومن بين العوامل المتحكمة أيضاً في “التطبيع الثقافي” إغواء الفاشلين في ميادينهم لفرض وجودهم على المستوى الفني والأدبي والسينمائي، إذ أشار فتحي إلى أن الاحتلال مكنهم من الطفو على السطح، وإن كانوا قلة ومعزولين، لأنه يملك المال والإعلام والنفوذ، وهو ما مكنه من مساعدة هؤلاء، ليخترق من خلالهم الأمة العربية والاسلامية من أجل التهييء لتلقي قيم العدو.
ولفت فتحي إلى أن خطورة التطبيع الثقافي مرتبطة بموقعه في استراتيجية صفقة القرن، مشيراً إلى أن عملية التطبيع هي الرافعة، لتمكين الصفقة التي تزامن ظهورها مع تسريع وثيرة التطبيع مع الكيان الذي أصبح يكشف عن كل الأنشطة واللقاءات التطبيعية، وفي المقابل لم يعد المطبعون يخجلون من الإعلان عن تطبيعهم، “لأنه من خلال التطبيع يتم تمكين الصفقة التي هدفها تصفية القضية الفلسطينية بشكل نهائي”.
و بخصوص التطبيع الثقافي وفرض تغيير مناهج التعليم على الأمة، قال فتحي، إن الصهيونية تؤثر بكل الوسائل من خلال القوى العظمى من أجل تغيير المناهج التعليمية بالدول العربية والإسلامية، وتغيير نصوص من الدين مما يعلم من الدين بالضرورة، بالمقابل يحافظ الكيان الصهيوني على معتقداته ونصوصه المحرفة التي تكرس العنصرية والتمييز والحقد ضد كل من هو غير يهودي، ويعلمون ذلك لأطفالهم في مناهجهم الدراسية.